هفوات صغيرة!
أرجو أن يتسع صدرك لما أكتبه تعبيراً عن نار تجول بداخلى! أنا سيدة عمرى 52 عاماً، زوجى رحمه الله كاد يقارب سن المعاش قبل أن يتوفى منذ خمسة أشهر، ترك لى زهرتين والحمد لله محل فخرى واعتزازى.
ابنى دكتور عمره 29 عاما يشغل عملا يليق به, وابنتي مهندسة عمرها25 عاما وتعمل في وظيفة جيدة.. حياتنا تسير والحمد لله علي مايرام, وفجأة وبدون مقدمات مرض زوجي ولازم الفراش لعدة أيام لم تكمل الشهر تخيلنا ثلاثتنا أنا وابني وابنتي انها فترة وسوف يشفي ولكن فجأة دخل في غيبوبة وتوفاه الله.
انتقال زوجي وحبيبي وروحي الي رحمة الله سبب لي أنا بالذات صدمة عصبية, ولكن ما خفف من صدمة موته وحزني عليه حب الناس له من زملاء عمل وجيران وأهل وأقارب وكثرة ما سمعته عنه انه كان يفتح بيوت ناس غلابة من راتبه الشهري, وأمانته وخوفه من أن يقترب من الحرام, وهذا هو الذي كنت أراه بنفسي خلال عشرة عمري التي دامت معه يرحمه الله30 عاما تقريبا, وأصبح كل همي هو الالتفات لنفسي صحيا لأنني هزلت جدا وعلي مسئولية أولادي من بعده والدعاء له بكثرة أثناء صلاتي.
قبل أن أبدأ في شرح أسباب أزمتي لابد من ذكر اني ليس لي خلفية عن استخدام الموبايل ـ سوي استعماله للرد علي أولادي وزوجي والاطمئنان عليهم ـ لا أشغل بالي برسائل أو صور, وذات يوم كنت أقلب دون قصد في موبايل زوجي فوجدت رسائل واردة اليه من زميلة له بالعمل قرأتها ونزلت علي كالصاعقة منها طظ ـ مستغرب ليه ـ أيوه طظ ـ مستغرب ليه طظ ـ طظين كمان ـ طظ في الدنيا لو انت مش فيها), و(بأحرف أرق من رزاز المطر وهمس أنعم من صوت الشجر أقولك صباح الخير ياقمر), لم اتمالك نفسي وانهرت ـ قلت ابحث هل هو يرسل لها رسائل هو الاخر, فوجدت رسائل بسيطة جدا جدا منه لها بعتلك سلامي وغلفته بغرامي إذا ما وصلك أكيد موظف الاتصالات حرامي),( في حياتي تعلمت أن أحب, ابتسم, اخلص أحزن اشتاق اندم أعلم احتار اسرح اطفش أطنش احيانا بس ما تعلمت كيف انساكي) ما هذا؟؟؟
مع العلم انه وكيل وزارة, أخلاقه عالية الي أقصي ما تتخيل, مرح جدا, خجول ويحمر وجهه اذا تعرض لموقف يحرجه, يعرف الحلال والحرام, يؤدي فروض الله في مسجد أمام البيت جماعة, مواظب علي صلاة الفجر وينتظر حتي الشروق في الجامع, مواظب علي صلاة المغرب وينتظر حتي العشاء في الجامع, يتحري الحلال في مأكله ومشربه وتصرفاته, يغض البصر, وأنا مدير عام ليس هناك أي مقارنة بيني وبين تلك الزميلة التي اكتشفت رسائلها علي موبايله مع العلم بانها أرمل منذ عامين, أنا أكلم نفسي لماذا فعل بي هذا وأنا التي ضحيت بعمري كله معه, هل هو الفارق الاجتماعي بيني وبين أهله, فجميعهم يشغلون مراكز مرموقة, أم الفارق المادي فمرتبي ثلاثة أضعاف راتبه, ولم أطلب منه في يوم من الأيام شيئا ولو بسيطا, فأنا والحمد لله ألبي طلبات منزلي من ملابس وفسح ومصاريف أولادي, أما هو فراتبه يذهب علي المأكل والمشرب وكان في منتهي الكرم, لم يسألني طيلة عمري عن راتبي ولا أين أصرفه, لأنه كان يعرف انني أدخر ما يتبقي في البنك لابني وابنتي ومنزلنا ولكن كان يتهمني بأنني ادلل أولادي.
أما الظروف الصحية حيث عاني من نحو خمسة عشر عاما من ضعف عام بسبب السكر ولم أظهر له أي غضب أو اعتراض وألبي له رغباته بالطريقة التي تريحه.
هذه السيدة التي تعذبني الآن رأيتها مرة في مناسبة تخص عمله وهي أم لثلاثة شباب, فلاحة, متواضعة جدا, لماذا ينزل لمستواها, لا أعرف؟ وللعلم رأيت في موبايله رسائل عادية من ثلاث زميلات أخريات له بالعمل ولكن في مناسبة عيد أضحي ومناسبة عيد ميلاده وكلها رسائل دينية لم أهتم بها إطلاقا لأنه كان يحكي أمامي عنهن, حكيت ما رأيت لابني وابنتي وكان ردهما: بابا استحالة يكون من الصنف الذي تقصدينه ياماما, قلت نعم بنسبة100% ولكن ماذا علي الموبايل قالوا يمكن بابا مابيحبش يكسر بنفس حد.
أنا لا أنام بسبب ما رأيت في الموبايل, حياتي معه طيلة عمري كانت طبيعية جدا, آخر اسم نطقه قبل الغيبوبة هو اسمي, أقول لنفسي أنا ما قصرت طوال عمري معه, لم أشك لحظة فيه لانه كان من عمله لبيته للجامع فقط, ليس له سهرات خارج المنزل مطلقا إلا ما يخص عمله, لا استطيع الفضفضة مع أي انسان, أنا من عائلة كبيرة, وجميلة ورشيقة ومتدينة, لماذا فعل بي هذا؟ أرجو كتابة تحليل لهذا وعرض رسالتي حتي يرتاح بالي وأهدأ, فهو رحمه الله كان من المتابعين لبريد الجمعة وأنا كذلك.
* سيدتي.. أقدر مشاعرك الطبيعية والنبيلة, فأنت تحكين لنا عن أسرة مثالية, وعلاقة زوجية رائعة, غابت عنا منذ زمن. فتحمل كل طرف لمسئوليته دون أن يمن علي الآخر بما يفعل, في إطار من الحب الراقي, قد تحول الهفوات الصغيرة الي خناجر مسمومة في القلب.
ولكن سيدتي الفاضلة هل ارتكب زوجك الراحل ـ رحمه الله وغفر له وأحسن مثواه ـ هذه الهفوات الصغيرة التي تعذبك الآن؟ وهل ما قرأته علي هاتفه المحمول يدفعك الي الشك فيه, وإعادة النظرفي عشرة عمر استمرت ما يقرب من ثلاثين عاما, لم تجدي فيها منه إلا ما يطمئن قلبك ويسعد حياتك من حسن معاشرة وأمانة وعطاء وفعل الخير؟
هل من الطبيعي بعد كل هذا أن تعيدي حساباتك وتراجعي حياتكما, فتبحثي عن مبررات لرسائل لا توحي بشيء, وتحاولي إرجاعها الي فوارق اجتماعية أوضعف صحي أو غيرها من الاسباب التي لم تنعكس يوما علي حياتكما.
كيف لإنسان ـ ياسيدتي ـ عاش كل هذه السعادة يحاول الآن ان يهدم كل ما كان بسبب أوهام وبدون أي دليل يؤكد الخيانة, لو كان الأمر أكثر من هذا لرجوتك ان تلقي به خلف ظهرك وتحتفظي فقط بكل ما هو جميل ورائع في حياتك, فما بالك والأمر هين, فالرسائل التي ذكرتها في رسالتك وآثرت تركها كما هي جمل محفوظة تصلنا جميعا في مناسبات عدة, ربما لطرافتها أو للمجاملة العادية, لم تكتب هذه السيدة رسالة خاصة توحي بأي شيء وهو الآخر لم يفعل, ربما وهذا الاحتمال الأرجح ـ كانت هذه الزميلة مثل اخته, وربما كان يساعدها ويفرج عنها كربها بهذا النوع من الرسائل؟
فلو كان سييء النية أو السلوك ما أبقي عليها في هاتفه وتخلص منها فور تلقيها أو إرسالها, فلا تحملي الأمور أكثر مما تحتمل, وتعاملي مع ما قرأته علي أنه دعابة لا أكثر ولا أقل, لا تفتشي في ماض لن يجلب لك إلا الشك والشقاء, فهذا باب للشيطان يريد الدخول منه لإفساد سعادة وسيرة عطرة فشل علي مدي سنوات طوال في إفسادها.
سيدتي.. لا تفكري في هذا الأمر, وتذكري دائما حسنات زوجك ومحبته وحسن خلقه, وألقي بهذه الهواجس خلف ظهرك, وواصلي رحلتك الجميلة مع ابنك وابنتك والدعاء لزوجك الراحل, أدام الله عليك راحة البال والرضا والصبر علي العزيز الذي فقدته, وإلي لقاء بإذن الله.
*****************
السبت مارس 31, 2012 8:48 am من طرف Admin
» اصــــــــــعب دمــــــــعة ....
الخميس مارس 01, 2012 12:12 pm من طرف nemo
» سأل ولد رجل حكيم :
الخميس مارس 01, 2012 12:11 pm من طرف nemo
» سهل جدا تحب بس صعب تنسي
الخميس مارس 01, 2012 11:21 am من طرف LORD
» كـ ــ م هــو جميل
الخميس مارس 01, 2012 11:15 am من طرف LORD
» تـــعـــلــــمــــت
الخميس مارس 01, 2012 11:12 am من طرف LORD
» ... ♥♥♥ ♥...
الأحد فبراير 26, 2012 5:00 pm من طرف الدلوعة
» لو لقيت بنت جميلة ...
الأحد فبراير 26, 2012 4:53 pm من طرف الدلوعة
» هو قلمي
الأحد فبراير 26, 2012 4:49 pm من طرف الدلوعة